مسلسل منة شلبي يدعو لرعاية واحتضان أطفال children دور الأيتام

 عندما يكون العمل الدرامي هادفاً وبعيداً عن الخطاب المباشر أو التلقين المتعمد بشكل ساذج، يحقق هدفة، وخاصة إذا كان العمل يحاول أن يناقش قضية من خلال حكاية لأفراد في مجتمعنا بأسلوب يحمل البساطة والسلاسة في الطرح واختيار شخصيات جاذبة تعيش بيننا في الواقع مما يجعل العمل يبلغ مُبتغاه ويُحقق هدفه. وهو ما حدث مع مسلسل “ليه لأ” في الجزء الثاني والذي عرض مؤخراً على منصة شاهد وتفاعل معه عدد كبير من المشاهدين، خاصة وأن موضوع التبني أو الكفالة بالمعنى الشرعي الصحيح تم تناوله في العديد من الأعمال الفنية من قبل ولكنه لم يكن الموضوع الرئيسي في تلك الأعمال ولم يتطرق إلى التفاصيل والخلفية الاجتماعية والثقافية للأمهات الكفيلات تحديداً. والموضوع يمس فئة كبيرة وشريحة هامة من المجتمع خاصة الفتاة التي تقرر كفالة طفل خارج إطار الزواج والتحديات التي تواجهها لتجد نفسها أمام مجتمع غير متقبل للفكرة على نحو كبير.

مسلسل منة شلبي يدعو لرعاية واحتضان أطفال children دور الأيتام

تناول المسلسل بأسلوب بسيط هذه الفكرة من خلال طبيبة العيون ندى التي لعبت دورها ببراعة شديدة الفنانة منة شلبي، لتجد نفسها في أسعد حالاتها عندما قررت أن تكفل الطفل يونس البالغ من العمر سبع سنوات والذي أدى دوره ببراءة وتلقائية الطفل سليم مصطفى، وهو ما جاء على لسان الشخصية بأننا في أحيان كثيرة نظن بأننا سعداء ولا نشعر بالفرق والمعنى الحقيقي للسعادة إلا عندما نجدها. وتسبب هذا المسلسل الهادف والبسيط في قصته إلى زيادة الإقبال نحو كفالة الأطفال من دور الأيتام ممن سيكتب لهم حياة مشرقة جديدة وأمل بغد أفضل ومستقبل سعيد، وقد ذكرت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية أن طلبات كفالة الأطفال تخطت 2700 طلب منذ يونيو 2020 وأرجعت الوزارة الزيادة غير المسبوقة إلى تفاعل الناس مع الجزء الثاني من مسلسل “ليه لأ” للمخرجة المتميزة مريم أبو عوف والنجمة منة شلبي والذي يناقش كفالة الأطفال في مصر.

وحسب سجلات وزارة التضامن الاجتماعي، فإن طلبات الكفالة على مدار عام كامل، منذ شهر يونيو 2020 وحتى الآن، سجلت أكبر معدل سنوي لها في تاريخ الوزارة نفسها.

ويكشف ذلك عن تنامي الوعي المجتمعي حول “كفالة الأطفال”، وفي ظل الحملات المجتمعية المختلفة التي تشجع على كفالة الأطفال، ومع اهتمام الحكومة المصرية، ممثلة بوزارة التضامن ووسائل الإعلام بتلك القضية، في الوقت الذي لم يخف فيه مسؤولو الوزارة ذاتها تأثير “الدراما” ومساهمتها في زيادة طلبات الكفالة.

وكشفت وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، نيفين القباج، خلال افتتاحها مقر مؤسسة “يلا كفالة”، عن ارتفاع مطرد لطلبات كفالة الأطفال تلقتها الوزارة خلال العام الجاري.

وحسب الإحصاءات التي رصدتها الوزيرة، فإن “عدد الطلبات المقدمة للوزارة من الأسر الكافلة تخطت 2700 طلب منذ شهر يونيو 2020 وهو أكبر عدد طلبات كفالة تم تقديمه في عام واحد في تاريخ الوزارة”.

ويصل إجمالي عدد الأطفال المكفولين في المنازل في مصر إلى نحو 11 ألفاً و900 طفل، وتنظر وزارة التضامن في طلبات جديدة تتخطى الـ 2700 طلب.

واعتبر مدير الإدارة العامة للأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي، محمود شعبان، في تصريحات إعلامية له مؤخراً، أن مسلسل “ليه لأ” بطولة النجمة منة شلبي، أسهم بشكل أو بآخر في ارتفاع طلبات كفالة الأطفال في مصر خلال الفترة الحالية، لا سيما أن المسلسل ناقش قضية كفالة الأطفال، وساعد في زيادة الوعي بها في مصر. وسلط الضوء على الأمهات الكفيلات وحياتهن.

وتدور أحداث مسلسل “ليه لأ الجزء الثاني” حول قضية كفالة الأطفال، من خلال طبيبة العيون الغير متزوجة والتي قررت كفالة طفل، والصعوبات التي تواجهها، إلى جانب علاقتها مع هذا الطفل.

يلعب بطولة الجزء الثاني من مسلسل “ليه لأ” نخبة من النجوم: منة شلبي، وأحمد حاتم، وسارة عبدالرحمن، ومراد مكرم، وأمير شاهين، ودنيا ماهر، وتامر نبيل والطفل سليم مصطفى والطفلة منى أحمد زاهر، من إخراج مريم أبو عوف وفكرة وسيناريو وحوار دينا نجم وإشراف على الكتابة مريم نعوم.