خلال احتفالية تحيا مصر..تحيا فلسطين : تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح به

من خلال مبادرة تحيا مصر.. استجابة شعب تضامناً مع فلسطين، تؤكد الدولة المصرية على تضامنها الفعّال مع الشعب الفلسطيني، بمشاركة ودعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحدث الضخم، الذي أقيم في استاد القاهرة الدولي، شهد تجمع الآلاف من المواطنين الداعمين، مؤكدين على الوحدة والتآزر بين الشعوب في مواجهة التحديات.

خلال احتفالية تحيا مصر..تحيا فلسطين : تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح به

وانطلقت أكبر قافلة من شاحنات المساعدات الإنسانية التي تتوجه إلى قطاع غزة الفلسطيني بالتزامن مع الفعالية. وفى كلمة قصيرة لدى وصوله ستاد القاهرة الدولى، رحب الرئيس المصري بالحضور، معرباً عن سعادته بوجوده في مؤتمر تحيا مصر وفلسطين.

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر لم تغلق معبر رفح أبدًا، مشيرًا إلى أنه قبل السابع من أكتوبر الماضي، كانت ترسل عبر المعبر ما يقرب من 500 شاحنة يومياً، لتلبية احتياجات قطاع غزة الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون فكيف من الممكن إغلاقه وقت الأزمات.

وتابع الرئيس السيسي: مستمرون في دعمنا لسكان فلسطين في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.. اللى فات كوم واللى جاى كوم تاني.

وجاءت كلمة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية تحيا مصر- تحيا فلسطين التي أقيمت اليوم الخميس في استاد القاهرة الدولي:

الحضور الكريم.. السيدات والسادة..
شعب مصر العظيم،
إنه لمن دواعى السرور والفخر، أن أتواجد في هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدا وإن سعادتى تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل في جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانا ونمهد له طريقا وكما تعاهدنا معا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم، هي الضامن لبقاء مصر، والثابت الذي لا يقبل التغيير.

السيدات والسادة.. شعب مصر الأبي..

تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية، منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنساني اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدي إلى تصفية القضية، وتهجيـــر الشـــعب، والاســـتيلاء علـــى الأرض.. ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ.. بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها.. فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.

ومنذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم في القرار، والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة.. وقد تشكلت خلية إدارة أزمة، من كافة مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسي وعلى مدار الساعة.

وقد كان قراري حاسماً، وهو ذاته قرار مصر- دولة وشعباً- بأن نكون في طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين، وفي ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقروناً بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري بالدم الفلسطيني على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا، أن تظل مصر هي الأساس، في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق.

شعب مصر العظيم..

لقد بذلت مصر جهودا صادقة ومكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كافة المستويات:

سياسيا- قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولي، بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. كما كانت مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة.. كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسئولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع، الموقف المصري الرافض والحاسم، لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسرياً، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظاً على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومي لدولنا.. وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أكدت على دعمها للموقف المصري، ورفضها لأي محاولات بهذا الشـأن.

كما أكدنا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات، للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها “القدس الشرقية”.

وإنسانيا- كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البري، لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر وقد بلغت المساعدات التي قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة، حوالي “12” ألف طن، نقلتهم 1300 شاحنة، منهم 8400 طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموي وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالي المساعدات.

كما خصصنا مطار العريش الدولي، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالي 158 رحلة جوية وقد تكللت الجهود المصرية، المشتركة
مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين، في الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام.. قابلة للتمديد وآمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام القادمة،
دون تأخير أو تسويف.

شعب مصر الكريم..

أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضى قدما، في مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وقابضين على أمننا القومي المقدس نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلـــــين بقــــــوة الحكمـــــة، وحكمـــــة القــــوة.. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس.. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك.. ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق.. مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها.. وتحيا مصر.. تحيا فلسطين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.